قل ما تجد شخص استخدم الإنترنت ، لا يعرف موقع شراء الكتب الشهير ”
أمازون . كوم ” . عذراً على الخطأ السابق ، فـ أمازون لا يبيع الكتب وحسب ،
ففي عام 2003 م ، كان أمازون أكبر موقع على شبكة الإنترنت لبيع الكتب ،
الموسيقى والأفلام ويعرض ما يزيد عن 4.7 مليون منتج تتنوع ما بين كتب ،
وموسيقى وألعاب وغيرها من المنتجات .
قد يتساءل البعض ، ما سر تميّز ونجاح هذا الموقع منذ بدايته عام 1995 م وبقاءه على هذا النجاح طيلة هذه الفترة وحتى اليوم ؟
والجواب لن يكون سهلاً ولن يكون واحداً بكل تأكيد . فموقع ضخم كموقع
أمازون ، ساهم في نجاحه مجموعة من العوامل التي أصر عليها مؤسسي الموقع منذ
إنطلاقه وحتى الآن ، وبعض القرارات الشجاعة التي اتخذوها في فترات مختلفة
من عمر الشركة .
في هذه التدوينة نحاول حصر مجموعة من العوامل التي ساهمت في نجاح موقع
أمازون ، والتي يمكن أن تفيدك في التخطيط لمشروعك ، أو تحليل بعض المواقع
الأخرى على شبكة الإنترنت والمتخصصة في البيع والشراء . لن نسلّط الضوء في
هذه التدوينة على طريقة الشراء من موقع أمازون وكيف تستفيد من أمازون كـ
بائع ، ولكننا سنعطي بعض الفوائد العامة والدروس المستفادة والتي يمكن
تطبيقها في أي مشروع :
- العميل أولاً :
أحد أهم الأسباب التي جعلت من موقع أمازون موقعاً ناجحاً اهتمامه بجانب
خدمة العملاء ووضع العملاء أولاً . هذا الاهتمام تُرِجم إلى خطوات عديدة
أبرزها : سرعة التوصيل ، وتوفر ما يريده العملاء في الموقع وتوفير الخصومات
والعروض الخاصة للعملاء .
مثال على ذلك ، في موسم ساخن كـ موسم العطلات ، عام 1999 م ، قررت إدارة
موقع أمازون عدم تخييب ظن أي عميل يطلب من الموقع ، هذا دفع أمازون إلى
تخزين أي منتج يمكن طلبه في تلك الفترة من قبل العملاء في كل مستودعات
أمازون . قرار كهذا ، قد ينعكس بشكل إيجابي على العملاء ورضاهم ، ولكنه فتح
أعين القائمين على الموقع على ضرورة أخذ مسألة إدارة المخزون بشكل جدّي .
- إدارة المخزون :
قصة نجاح موقع أمازون ، تدرّس في مجال : إدارة سلاسل الإمداد Supply
Chain Management . وإدارة المخزون قد تبدو للوهلة الأولى عملية سهلة ،
لكن تخيّل أن موقع مثل أمازون بكمية منتجات تقارب 5 ملايين تزيد بشكل يومي ،
كيف لهم أنيخزنوا كل تلك البضائع ؟ وأين ؟ ثم بعد ذلك ، كيف يقومون
باستخراج المنتج المطلوب وسط تلك الكمية الهائلة من المنتجات ؟
أمازون بعد ذلك ، تيقّنت أنها إن أرادت التوسع فيجب أن تستعين بشركات تتشارك معها نفس الهوس في خدمة العملاء لتساعدها في إدارة المخزون أو تفوّض لها المهمة وتتفرغ هي للتركيز على مصدر قوتها ، التقدّم التقني والبنية التحتيّة .
- بنية تحتيّة قوية :
أمازون على سبيل المثال ، قامت ببناء برامج متطوّرة للتبؤء بالطلبات التي قد يطلبها المستخدمات وإيجاد الروابط بين المنتجات ليسهل تخزينها جغرافياً ، هذه الخوارزميات قامت بتحليل طلبات الشراء السابقة وإيجاد الروابط بينها وتحليلها .
- أكثر من مصدر للأرباح :
التنويع في الأرباح أتى بعد سماح أمازون لكثير من منتجات الموردين الآخرين لكي تعرض إلى جانب المنتجات المعروضة من أمازون مقابل نسبة تأخذها أمازون من البائعين ، كذلك ، كانت تعرض أمازون بعض المنتجات المستعملة . الشيء الإيجابي لتلك الميزة ، أن نسبة الأرباح التي جنتها أمازون من العمولة لبيع المنتجات الأخرى كانت مقاربة لما تجنيه الشركة من بيعها بالتجزئة ، كما أنه أعطى المشترين فرصة لمقارنة الأسعار من مكان واحد عوضاً عن معمعة الدخول للمواقع والمقارنة بشكل ذاتي .
بعد ذلك وفي عام 2003 م ، قامت أمازون بالتوسّع وأتاحت لكبريات الشركات مثل Toys ” R ” Us و Boardres و Target من البيع عن طريق أمازون ، وكلما زادت الإمكانات والمساحة في المستودعات يؤدي ذلك إلى تقليل التكلفة التشغيلية وهذا ما حصلت عليه أمازون .
نماذج الأرباح تتنوع جداً في أمازون ، فالعضويات الذهبية والعمولات بل حتى بيع المنتجات الخاصة بالشركة أو الخدمات ، كلها تشكل أنواع لنماذج الأرباح التي اعتمد عليها موقع أمازن .
- التنويع في المنتجات :
هذا الجهاز ليس جهاز تقتنيه بمعزل عن الموقع ، بل كانت حاجته الأساسية وفكرته هي في زيادة نسبة البيع عن طريق الموقع بطريقة مبتكرة جداً .
هل هناك عوامل نجاح أخرى ؟ نعم ولا شك ، ويبقى التطوير المستمر وعدم الركون لكونك صاحب السبق في السوق first mover ، هو سر نجاح أمازون الأكبر طيلة تلك السنوات .